فضل قيام الليل
قال اللَّه تعالى: { ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً } .
وقال تعالى : { تتجافى جنوبهم عن المضاجع } الآية.
وقال تعالى: { كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون } .
- وَعَن عائِشَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْها ، قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتى تَتَفطَّر قَدَمَاه ، فَقُلْتُ لَهُ : لِمَ تَصْنَعُ هذا يا رسُول اللَّهِ وَقد غُفِرَ لَكَ ما تَقَدَّم مِن ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ قَالَ : « أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا » .
متفقٌ عليه . وعَنِ المغيرةِ بنِ شعبةَ نحوهُ ، متفقٌ عليه .
- وَعَنْ عليٍّ رَضِيَ اللَّه عنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم طَرقَهُ وَفاطِمَةَ لَيْلاً ، فَقَالَ : « أَلا تُصلِّيَانِ ؟ » متفقٌ عليه .
« طرقَةُ » : أَتَاهُ ليْلا .
- وعَن سالمِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضِي اللَّه عَنْهُم ، عَن أَبِيِه : أَنَّ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ : « نِعْمَ الرَّجلُ عبدُ اللَّهِ لَو كانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ » قالَ سالِمٌ : فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بعْدَ ذلكَ لا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلاَّ قَلِيلاً . متفقٌ عليه .
- وَعن عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصِ رضَيَ اللَّه عَنْهُمَا قالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: « يَا عَبْدَ اللَّهِ لا تكن مِثْلَ فُلانٍ : كانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ » متفقٌ عليه .
- وعن ابن مَسْعُودٍ رضيَ اللَّه عنْهُ ، قَالَ : ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم رَجُلٌ نَامَ لَيْلَةً حَتى أَصبحَ ، قالَ : « ذاكَ رَجُلٌ بال الشَّيْطَانُ في أُذنَيْهِ ¬ أَو قال : في أُذنِه ¬ » ، متفقٌ عليه .
- وعن أَبي هُريرَةَ ، رَضِي اللَّه عَنْهُ ، أَنَّ رسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلى قافِيةِ رَأْسِ أَحَدِكُم ، إِذا هُوَ نَامَ ، ثَلاثَ عُقدٍ ، يَضرِب عَلى كلِّ عُقدَةٍ : عَلَيْكَ ليْلٌ طَويلٌ فَارقُدْ ، فإِنْ اسْتَيْقظَ ، فَذَكَرَ اللَّه تَعَالَى انحلَّت عُقْدَةٌ ، فإِنْ توضَّأَ انحَلَّت عُقدَةٌ ، فَإِن صلَّى انحَلَّت عُقدُهُ كُلُّهَا ، فأَصبَحَ نشِيطاً طَيِّب النَّفسِ ، وَإِلاَّ أَصبح خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلانَ » متفقٌ عليه .
قافِيَةُ الرَّأْسِ : آخِرُهُ .
- وَعن عبدِ اللَّهِ بنِ سَلاَمٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ ، وَصَلُّوا باللَّيْل وَالنَّاسُ نِيامٌ ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ » .
رواهُ الترمذيُّ وقالَ : حديثٌ حسنٌ صحيحٌ .
- وَعنْ أَبي هُريرةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قالَ : قالَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : «أَفْضَلُ الصيَّامِ بعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ المُحَرَّمُ ، وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بعدَ الفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْل» رواه مُسلِمٌ .
- وَعَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا ، أَن النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ : «صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذا خِفْتَ الصُّبْح فَأَوْتِرْ بِواحِدَةِ » متفقٌ عليه .
- وَعَنْهُ قَالَ :كَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يُصلِّي منَ اللَّيْل مَثْنَى مَثْنَى ، وَيُوترُ بِرَكعة .متفقٌ عليه .
- وعنْ أَنَسٍ رضِي اللَّه عَنْهُ ، قالَ : كَانَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يُفطِرُ منَ الشَّهْرِ حتَّى نَظُنَّ أَنْ لا يصوم مِنهُ ، ويصَومُ حتَّى نَظُن أَن لا يُفْطِرَ مِنْهُ شَيْئاً ، وَكانَ لا تَشَاءُ أَنْ تَراهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّياً إِلا رَأَيْتَهُ ، وَلا نَائماً إِلا رَأَيْتَهُ . رواهُ البخاريُّ .
- وعَنْ عائِشة رضي اللَّه عنْهَا ، أَنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كَان يُصلِّي إِحْدَى عَشرَةَ رَكْعَةً ¬ تَعْني في اللَّيْلِ ¬ يَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِنْ ذلكَ قَدْر مَا يقْرَأُ أَحدُكُمْ خَمْسِين آية قَبْلَ أَن يرْفَعَ رَأْسهُ ، ويَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْل صَلاةِ الفَجْرِ ، ثُمَّ يضْطَجِعُ على شِقِّهِ الأَيمْنِ حَتَّى يأْتِيَهُ المُنَادِي للصلاةِ ، رواه البخاري .
- وَعنْهَا قَالَتْ : ما كان رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَزِيدُ ¬ في رمضانَ وَلا في غَيْرِهِ ¬ عَلى إِحْدى عشرةَ رَكْعَةً : يُصلِّي أَرْبعاً فَلا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطولهِنَّ ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبعاً فَلا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطولهِنَّ ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلاثاً . فَقُلْتُ : يا رسُولَ اللَّهِ أَتنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوترَ ،؟ فقال: « يا عائشةُ إِنَّ عيْنَيَّ تَنامانِ وَلا يَنامُ قلبي » متفقٌ عليه .
- وعنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كانَ يَنَامُ أَوَّل اللَّيْل ، ويقومُ آخِرهُ فَيُصلي . متفقٌ عليه.
- وعَن ابنِ مَسْعُودٍ رضِي اللَّه عَنْهُ ، قَالَ : صلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم لَيُلَةً ، فَلَمْ يَزلْ قائماً حتى هَمَمْتُ بِأَمْرٍ سُوءٍ . قَيل : ما هَممْت ؟ قال : هَممْتُ أَنْ أَجْلِس وَأَدعهُ . متفقٌ عليه .
- وعَنْ حُذيفَهَ رَضِيَ اللَّه عنْهُ ، قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، ذاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَح البقَرَةَ ، فقلتُ : يَرْكَعُ عِنْدَ المِئَةِ ، ثُمَّ مضى ، فقلتُ : يُصَلَّي بها في ركْعَةٍ ، فمَضَى ، فَقُلْتُ : يَرْكَعُ بها ، ثُمَّ افْتَتَح النِّسَاءَ فَقَرأَهَا ، ثُمَّ افْتَتَحَ آل عِمْرَانَ ، فَقَرَأَها ، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلاً إِذا مَرَّ بِآيَةِ فِيها تَسْبيحٌ سَبَّحَ ، وَإِذا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ ، وإذا مَرَّ بتَعوَّذ تَعَوَّذَ ، ثُمَّ رَكَعَ ، فجعَل يَقُولُ : سُبْحَانَ ربِّي العظيمِ ، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْواً مِنْ قِيَامِهِ ، ثُمَّ قال : سمِع اللَّه لمَنْ حَمِدَه ، رَبَّنَا لك الحْمدُ ، ثُمَّ قامَ طَويلاً قَرِيباً مِمَّا ركع ، ثُمَّ سَجد فَقَالَ : سُبْحانَ رَبِّيَ الأَعْلى فَكَانَ سَجُودُهُ قَرِيباً مِنْ قِيَامِهِ . رواه مسلم .
- وَعَنْ جابرٍ رضِي اللَّه عنْهُ قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : أَيُّ الصَّلاةِ أَفْضَلُ ؟ قال : « طُولُ القُنُوتِ » . رواه مسلم .
المرادُ بِالقنُوتِ : القِيَامُ .
- وَعَنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْرو بنِ العَاصِ ، رَضيَ اللَّه عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: « أَحَبُّ الصَّلاةِ إلى اللَّهِ صَلاةُ دَاوُدَ ، وَأَحبُّ الصيامِ إلى اللَّهِ صِيامُ دَاوُدَ ، كانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْل وَيَقُومُ ثُلُثَهُ ويَنَامُ سُدُسَهُ وَيصومُ يَوماً وَيُفطِرُ يَوماً » متفقٌ عليه .
- وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّه عنْهُ قَالَ : سمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقُولُ : « إِنَّ في اللَّيْلِ لَسَاعةً ، لا يُوافقُهَا رَجـُلٌ مُسلِمٌ يسأَلُ اللَّه تعالى خيراً من أمرِ الدُّنيا وَالآخِرِةَ إِلاَّ أَعْطاهُ إِيَّاهُ ، وَذلكَ كلَّ لَيْلَةٍ » رواه مسلم .
- وَعَنْ أَبي هُريرَةَ رَضِي اللَّه عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ : إِذا قَامَ أَحَدُكُمِ مِنَ اللَّيْلِ فَليَفتَتحِ الصَّلاةَ بِركعَتَيْن خَفيفتيْنِ » رواهُ مسلِم .
- وَعَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّه عَنْها ، قالت : كانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إِذا قام مِن اللَّيْلِ افتَتَحَ صَلاتَهُ بِرَكْعَتَيْن خَفيفَتَيْنِ ، رواه مسلم .
- وعَنْها ، رضِي اللَّه عنْهَا ، قالَتْ : كان رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إِذا فاتتْهُ الصَّلاةُ من اللَّيل مِنْ وجعٍ أَوْ غيرِهِ ، صَلَّى مِنَ النَّهارِ ثِنَتي عشَرة ركْعَة . رواه مسلِم .
-وعنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِي اللَّه عنْهُ ،قَال:قَالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم:«مَنْ نَام عن حِزْبِهِ ، أو عَنْ شْيءٍ مِنهُ ، فَقَرأهُ فِيما بينَ صَلاِةَ الفَجْرِ وصَلاةِ الظُّهْرِ ، كُتِب لهُ كأَنَّما قَرَأَهُ منَ اللَّيْلِ»رواه مسلم .
- وعَنْ أَبي هُريرة رَضِيَ اللَّه عنْهُ ، قال : قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « رحِمَ اللَّه رَجُلا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ ، فصلىَّ وأيْقَظَ امرأَتهُ ، فإنْ أَبَتْ نَضحَ في وجْهِهَا الماءَ ، رَحِمَ اللَّهُ امَرَأَةً قَامت مِن اللَّيْلِ فَصلَّتْ ، وأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فإِن أَبي نَضَحَتْ في وجْهِهِ الماءَ » رواهُ أبو داود. بإِسنادِ صحيحٍ .
- وَعنْهُ وَعنْ أَبي سَعيدٍ رَضِي اللَّه عنهمَا ، قَالا : قالَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « إذا أَيقَظَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ مِنَ اللَّيْل فَصَلَّيا أَوْ صَلَّى ركْعَتَينِ جَمِيعاً ، كُتِبَ في الذَّاكرِينَ وَالذَّكِراتِ » رواه أبو داود بإِسناد صحيحٍ .
- وعــن عائِشة رضِيَ اللَّه عَنْها ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ : « إِذا نَعَس أَحَدُكُمْ في الصَّلاةِ ، فَلْيَرْقُدْ حتى يَذهَب عَنْهُ النَّومُ ، فَإِنَّ أَحدكُمْ إذا صَلى وهو ناعِسٌ ، لَعَلَّهُ يَذهَبُ يَستَغفِرُ فَيَسُبَّ نَفسهُ » متفقٌ عليهِ .
- وَعَنْ أَبي هُرَيرَةَ رَضِي اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « إِذا قَامَ أَحدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَاستعجمَ القُرآنُ على لِسَانِهِ ، فَلَم يَدْرِ ما يقُولُ ، فَلْيضْطَجِعْ » رواه مُسلِمٌ .